منذ اندلاع النزاع في الخرطوم في منتصف أبريل 2023، تأثرت حياة المدنيين السودانيين على نحو مباشر وعميق. أدى الصراع إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، إذ يعاني الملايين من فقدان سبل العيش وتدمير البنية التحتية وتعطيل الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم. نتيجة لهذه الأوضاع القاسية، اضطر العديد من المواطنين إلى النزوح أو الهجرة بحثًا عن الأمان.
وفقًا لبيانات مشروع مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها «ACLED»، كان للصراع تأثير كبير في الأسواق التجارية التي تمثل مراكز تجمع حيوية للتجارة والمجتمع المحلي. بين يناير وأكتوبر 2024، وُثقت 341 حادثة عنف في الأسواق التجارية في 14 ولاية مختلفة في السودان. أدت هذه الحوادث إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وصعوبة وصول المواطنين إلى السلع الأساسية.
توزيع حوادث العنف
توضح البيانات أن العنف ضد الأسواق التجارية في السودان تركز، بدرجة كبيرة، على العاصمة الخرطوم، حيث وقعت 152 حادثة، مما يجعلها الأكثر تضررًا بين الولايات، تليها شمال دارفور بـ72 حادثة، والجزيرة بـ22 حادثة، ثم غرب كردفان بـ18 حادثة. فيما شهدت شمال كردفان وجنوب كردفان 12 حادثة لكل منهما.
خريطة رقم «1»: توضح الخريطة أحداث العنف التي وقعت في الأسواق المختلفة في الفترة بين يناير حتى بداية أكتوبر 2024. المصدر: ACLED
توزيع الحوادث حسب الشهور
بالنظر إلى توزع العنف على مدار العام 2024، شهدت الأشهر الأولى «يناير وفبراير» العدد الأكبر من الحوادث، إذ سجلت 61 حادثة في يناير و56 حادثة في فبراير. ومع تقدم العام، انخفضت وتيرة العنف نسبيًا في مارس وأبريل بوقوع 22 و19 حادثة على التوالي، ولكن شهدت الأشهر التالية تصاعدًا ملحوظًا، إذ بلغت الحوادث ذروتها في سبتمبر مع تسجيل 54 حادثة.
شكل رقم «1»: المصدر: ACLED
أنماط العنف في الأسواق
أما بالنسبة لأنماط العنف التي طالت الأسواق، فقد تضمنت هجمات عنيفة متعددة الأوجه. وفقًا لبيانات ACLED، وقعت 136 معركة في محيط الأسواق، مما جعلها مناطق شديدة الخطورة على المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت الأسواق لـ 68 غارة جويّة استهدفت التجمعات المدنية على نحو مباشر، إلى جانب 27 حادثة قصف مدفعي ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية التجارية.
تشير هذه البيانات إلى أن الأسواق، بوصفها مواقع تجمع رئيسة للمدنيين ومصادر أساسية للسلع والخدمات، تتعرض لأعمال عنف متزايدة. ويُظهر هذا التصعيد حجم الأزمة الإنسانية التي يواجهها السودانيون، إذ يؤدي العنف إلى صعوبة وصولهم إلى احتياجاتهم الأساسية ويزيد من حدة المعاناة اليومية.
شكل رقم «2»: المصدر: ACLED
تعرض «السوق المركزي» لهجمات والمعالم البارزة بالزمن
- تحليل الحادثة:
تعد «السوق المركزي» إحدى الأسواق الشعبية لبيع الخضروات والفواكه واللحوم للأسر محدودة الدخل. وتقع السوق جنوبي الخرطوم بالقرب من معسكر رئيسي لقوات «الدعم السريع» في «المدينة الرياضية»، وأصبحت تحت سيطرتها بعد اندلاع الحرب.
في هذا البحث يركز الفريق على تحليل الغارة الجوية التي نفذها الجيش السوداني على الإحداثيات (15.5403196 ,32.5624007) بمنطقة «السوق المركزي» جنوب الخرطوم، في 15 أغسطس 2024، ضمن محاولته لإعادة السيطرة على مناطق تجمع عناصر «الدعم السريع» في ولاية الخرطوم. وأعلنت قوات «الدعم السريع»، في بيان، عن مقتل عشرات المدنيين نتيجة الغارة، قالت إن بينهم نساء وأطفال، مضيفةً أنّ «الغارة الجوية تأتي إمعانًا في عدم الاكتراث للجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإنهاء معاناة السودانيين».
توضح الخريطة رقم «2» محيط «السوق المركزي».
ضمن هذا التقرير مفتوح المصدر، حلّل الفريق فيديوهين يوثقان الغارة الجوية التي نفذها الجيش السوداني في 15 أغسطس 2024، ومقارنتها بصور على خرائط قوقل لتحديد مناطق الهجوم. كما حُلل فيديو آخر يوثق تحول «السوق المركزي» إلى سوق سلاح.
في تمام الساعة 4:25 من مساء الخميس الموافق الخامس عشر من أغسطس 2024، نشر حساب على موقع «إكس» («تويتر» سابقًا) مقطع فيديو يوثق حجم الضرر الذي وقع على «السوق المركزي». وفيما يشير مصوِّر الفيديو إلى وجود العديد من الجثث المتفحمة والسيارات المحروقة – لم يتمكن الفريق من تحديد زمن التقاط الفيديو نظرًا إلى كثافة الدخان المتصاعد جراء الغارة الجوية.
حلّل فريق البحث المعالم الظاهرة في مقطع الفيديو لتحديد موقع الحادثة، ولاحظ محلين لبيع مواد البناء «مغلق الرباط» و«مغلق الشروق» يظهران في الثانية 0:08 من الفيديو، كما هو موضح في الصورة رقم «1».
وتمكن الفريق من تحديد مكان «مغلق الرباط» الواقع غربي محطة «السوق المركزي»، عبر تحديد منطقة السوق على خرائط قوقل والبحث عن اسم المغلق، كما هو موضح في الصورة رقم «2».
يظهر في الصورة رقم «3» جسر «الصينية – المركزي» حين يوجه المصوِّر الكاميرا شرقًا في الثانية 0:32 من المقطع، كما تظهر لوحة إعلانية كبيرة بالقرب من الجسر.
بحث الفريق على خرائط قوقل مع مقارنة المنطقة بالنظر إلى الصور المحملة بالموقع لتظهر لوحة الإعلانات وجسر «الصينية – المركزي» في الصورة رقم «4».
إلى جانب الفيديو أعلاه، عثر الفريق على فيديو آخر نشر في تاريخ 15 أغسطس 2024، في تمام الساعة 5:05 مساءً بتوقيت السودان. يوثق الفيديو الأضرار أسفل منطقة جسر «السوق المركزي»، إذ تداولت العديد من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي يُظهر بوضوح الأعمدة الخرسانية المميِّزة للجسر.
حدد الفريق منطقة الغارة الجوية بناءً على تحليل مقاطع الفيديو السابقة، واتضح أنّ منطقة الهجوم تمتد من أسفل الجسر غربًا حتى المنطقة أمام «مغلقي الرباط والشروق»، كما هو موضح في الصورة رقم «7».
لم تكن هذه المرة الأخيرة التي استهدف فيها الجيش السوداني منطقة «السوق المركزي»، إذ استهدفها مرةً أخرى، بغارة جوية في 12 أكتوبر 2024، أسفرت عن مقتل 23 شخصًا وإصابة 40 آخرين، وفقًا لإفادات غرف الطوارئ في العاصمة الخرطوم. ولم يتمكن الفريق من العثور على مقاطع فيديو أو صور توثق هذه الحادثة للتحقق منها. واكتفى الفريق بإفادات غرف الطوارئ، ورصد تداول هذا الخبر على عدة وسائط إخبارية.
بعد مدة من سيطرة «الدعم السريع» على «السوق المركزي»، وُجهت اتهامات إلى «الدعم السريع» بتحويل «السوق المركزي» إلى سوق لبيع الأسلحة والذخائر والوقود والمخدرات. وبلغت الاتهامات ذروتها بعد تداول العديد من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر انتشار باعة للأسلحة والذخائر أسفل الجسر.
حلّل الفريق مقطع فيديو نشره حساب «ود الجبل حمد» في 16 أغسطس 2024 في الساعة 12:44 مساءً، يوثق كثافة انتشار أفراد يرتدون زي «الدعم السريع» في منطقة أسفل الجسر، وانتشار باعة الأسلحة والذخيرة.
كما حلّل بعض اللقطات لتحديد المنطقة الجغرافية للفيديو، إذ تظهر في الثانية 0:11 من المقطع المنطقة أسفل جسر «السوق المركزي» –الصورة رقم «8»– فيما تظهر الأعمدة الخرسانية المميزة لمنطقة «السوق المركزي» في الثانية 0:59 من المقطع – الصورة رقم «9».
تُظهر الصورة رقم «10» النشاط المدنيّ داخل السوق إلى جانب بيع السلاح، إذ يظهر مبْسَط لبيع الخضروات والفواكه في الثانية 0:03 من المقطع، فيما يوضح بقية الفيديو تراجعًا ملحوظًا في بيع السلع الغذائية في منطقة أسفل الجسر.
يتحول الفيديو في الثانية 0:23 ليظهر بداية السوق، حيث يمكن ملاحظة ظهور قطع من الأثاث المتراكم.
تظهر في الدقيقتين 1:07 و2:20 مشاهد لبائعي أسلحة وبعض المعروضات من الأسلحة، كما هو موضح في الصورتين «12» و«13».
كما يظهر في الدقيقتين 4:49 و4:54 وجود كثيف لأشخاص يحملون أنواع مختلفة من الأسلحة، كما هو ملاحظ في الصورتين «14» و«15».
تعرض «السوق المركزي» لهجمات والمعالم البارزة بالزمن
تصاعدت العديد من الأصوات المنددة بالانتهاكات التي ارتكبها طرفا النزاع «الجيش السوداني والدعم السريع». وسلطت منظمة «العفو الدولية» الضوء، في تقرير، على الأذى الذي لحق بالمدنيين جراء الحرب الدائرة في السودان من عدة جوانب. ويَخلُص التقرير، بعد إجراء تحليل قانوني لمبادئ التمييز والتناسب والهجمات العشوائية، إلى أن الأضرار التي لحقت بالمدنيين كانت «غير متناسبة وعشوائية». كما يشير التقرير إلى أن الأضرار المستمرة التي طالت المدنيين على مدى فترة طويلة توحي بعدم اتخاذ أطراف النزاع الاحتياطات اللازمة لحمايتهم.
وبتحليل مقاطع الفيديو والمعلومات مفتوحة المصدر التي تناولها هذا التحقيق والتي توثق وجود سوق سلاح في منطقة «السوق المركزي»، يهدف هذا الجزء من التقرير إلى دراسة ما إن ما كانت السوق هدفًا عسكريًا مشروعًا، ومدى التزام الجيش السوداني بمراعاة مبادئ الاحتياط والتمييز والتناسب.
تكثف النشاط العسكريّ في السوق، مثل بيع الأسلحة والذخائر، مما جعلها عينًا «مزدوجة الاستخدام». وذكرت المجلة الدولية للصليب الأحمر جدالًا بأن «العين التي تؤدي وظائف مدنية وعسكرية «العين ذات الاستخدام المزدوج» تعتبر هدفًا عسكريًا في المجمل». وتذكر المجلة كذلك أهمية مبدأ التناسب والاحتياط والأخذ في الاعتبار الأضرار العرضية، مثل اضطرار المدنيين إلى التوقف عن استخدام السوق، والآثار الارتدادية الناجمة عن الأضرار، وغيرها. وذكر وزير الإعلام المعين حديثًا خالد الإعيسر في حسابه على موقع «إكس»، في أغسطس الماضي، أنّ «السوق المركزي» تحولت إلى سوق لبيع الأسلحة والذخائر والمنهوبات والمخدرات، عقب سيطرة عناصر «الدعم السريع» على المنطقة جنوبي الخرطوم.
بناءً على المعطيات السابقة، من المحتمل أن تكون السوق هدفًا عسكريًا، ولكن وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2675 الذي اعتمد بالإجماع وينطبق على جميع النزاعات المسلحة، تكون الحكومة السودانية مُلزَمة بحماية هذه المنشأة المدنية، إذ تعد «السوق المركزي»، في الأصل، سوقًا شعبية مدنية. ولكن وفقًا لمقاطع الفيديو المحللة في الفقرات السابقة وفي ضوء الأحداث الموثقة لاستهداف «السوق المركزي»، تثار تساؤلات بشأن الالتزام بالمعايير الدولية لحماية المنشآت المدنية، إذ تنص الفقرة الخامسة من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2675 على أنه «لا يجوز القيام بعمليات عسكرية ضد المساكن وغيرها من المرافق التي يستخدمها السكان المدنيون دون سواهم».
ويأتي القانون الدولي الإنساني –الذي يرتكز على معاهدة جنيف وبروتوكولاتها الأربعة– منظمًا لسير الأعمال العدائية في أوقات الحرب، تحديدًا مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط. ويقضي مبدأ التمييز بضرورة التمييز بين المدنيين والأعيان المدنية والأهداف العسكرية، كما يحظى المدنيون بالحماية بموجب القانون.
ويُؤطر القانون الدولي الإنساني سلوك أطراف النزاع –بصرف النظر عن من بدأ القتال– ويهدف إلى الحد من آثار النزاعات المسلحة في أوقات الحرب. ويهدف القانون إلى حماية جميع الأشخاص الذين لا يشاركون في أعمال العنف المسلح، إذ يشمل بالحماية الذين يعجزون عن المشاركة في الحرب مثل الجنود الجرحى والأسرى.
تأتي حماية المدنيين ضمن نصوص البروتوكول الإضافي الثاني للقانون الدولي الإنساني، ويفرد البروتوكول جزءًا يختص بحماية الأعيان المدنية وهي جميع الممتلكات أو المنشآت التي لا تُستخدم للأغراض العسكرية، وتشمل المرافق الحيوية التي تلبي احتياجات السكان المدنيين، مثل المنازل والمدارس والمستشفيات والمنشآت الثقافية والموارد الأساسية كالمياه والطاقة. كما يحظر القانون وضعها موضع الهجوم في المادة «14»: حماية الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة التي تنص على «حظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان و المواد التي لا غنى عنها».
يعتمد مبدأ الاحتياط على الإجراءات الوقائية التي يتخذها أطراف النزاع بغرض حماية المدنيين وحصر الضرر على الأهداف العسكرية فقط. وتتفاوت هذه الإجراءات وفقًا للهدف العسكري وكثافة الكتلة السكانية بالمنطقة موضع الهجوم. ويعد التزام القادة العسكريين بهذه الإجراءات أمرًا مفصليًا في أوقات النزاع، لا سيما في حالة الدول المصدقة على القانون الدولي الإنساني مثل جمهورية السودان.
مبدأ التمييز والتناسب
تتسبب الأسلحة المستخدمة في أوقات النزاع بأضرار جسيمة، لا سيما في المناطق المأهولة بالسكان، وأوضح آثارها هي الآثار المباشرة للشظايا والمتفجرات. فيما تخلف النزاعات أيضًا آثارًا أقل وضوحًا مثل نزوح المدنيين وتعطّل إمدادات الكهرباء وغيرها.
ويأتي مبدأ التمييز (أحد أجزاء القانون الدولي الإنساني) ضمن البروتوكول الإضافي الأول في المادة «48» ليحد من هذه الآثار، إذ يُلزم المبدأ الأطراف المتحاربة بتحديد الأهداف العسكرية بدقة، وتجنب الأعيان المدنية مثل الأسواق، أو استهداف المدنيين ما لم يشاركوا على نحوٍ مباشر في العمليات القتالية. وإكمالًا لمبدأ التمييز، يأتي مبدأ التناسب ليشدد على ألّا تكون الآثار العرضية، من وفيات أو إصابات في صفوف المدنيين والإضرار بالأعيان المدنية أو الاثنين معًا، مفرطة بالتناسب مع الفائدة العسكرية الملموسة المتوقعة من الهجوم.
فيما يُلزم مبدأ الاحتياط في القانون الدولي الإنساني أطراف النزاع المسلح باتخاذ الاحتياطات والتدابير المستطاعة للتأكد من مشروعية الهدف العسكري، وتفادي الأضرار المدنية العرضية. ويمكن اتخاذ تدابير للتحقق من الأهداف العسكرية، بما فيها إنذار المدنيين لإخلاء المنطقة قبل الهجوم أو فرض قيود على توقيت الهجوم وعلى الأسلحة المستخدمة والخطط العسكرية. كما يمتد المبدأ ليشمل إلزام أطراف النزاع بتجنب إقامة مقار عسكرية داخل أماكن مكتظة بالسكان.
ويُلزم القانون الدولي القادة العسكريين بأن يأخذوا بعين الاعتبار آثار الهجوم التي تشكل جزءًا من الأضرار العرضية التي تقاس بالتناسب مع الميزة العسكرية المتوقعة للهجوم. ويجب مراعاة هذه المبادئ في المناطق الحضرية بحيث لا يأتي الهجوم على حساب المدنيين والبنية التحتية على نحوٍ غير متناسب.
وفقًا لما سبق، يلاحظ ارتكاب طرفي النزاع في السودان «الجيش السوداني والدعم السريع» انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الذي صدّق السودان على معاهداته في 1957 و2006، ويُحتكم إليه في حالة النزاعات المسلحة غير الدولية «النزاعات الداخلية». كما أعلن طرفا النزاع احترامهما لقواعد القانون الدولي الإنساني في اتفاقات عدة، من بينها إعلان جدة لحماية المدنيين الذي وقعا عليه في مايو 2023.
وعلى تصريحات الإعيسر بتحول السوق بالكامل إلى منطقة ذات نشاطٍ عسكريٍ تخلو من أيّ نشاط مدني، تسببت الغارة التي شنها الجيش السوداني على «السوق المركزي» في منتصف أكتوبر 2024، وفقًا لإفادات غرف الطوارئ (مبادرات ميدانية لتقديم المساعدات للمتضررين من الحرب) في وقوع قتلى وجرحى وسط المدنيين.
ولم يتمكن الفريق من العثور على أيّ أدلة توضح طبيعة الضحايا أو ما إن كانوا من النساء أو الأطفال، كما لم تتوافر مقاطع فيديو كافية توضح حجم الأضرار التي لحقت بالسوق، مما حال دون التحقق من مدى التزام الجيش السوداني بمبدأ التناسب مع عدد المدنيين –إن وجدوا– في المنطقة.